"قواعد العشق الأربعون" أيليف شافاق



 نسخة كيندل "بي دي أف" ، 512 صفحة"








القصة  

"فقط كوني الرومي"، كل حرف من حروف كلمات "صوفي" هو مرحلة من مراحل حياتي، مراحل حياتي التي بدأت بعد موتي. 
اسمي عزيز، ز، زهارا، أنا اسكتلندي وأعيش في أمستردام ، ارتحل من مكان إلى مكان لأني صوفي القلب، كل شيء بدا ذات صباح ، كل مرآة كنت انظر إليها كانت تعكس قذارة وكآبة العالم حولي وليس صورتي وما يجول في خاطري، ارتحلت ذات يوم إلى تكية صوفية، كان لقائي بالسيد ساميدا لقاءا قدريا بتا، انطلقت من خلاله في رحلة طويلة للبحث عن نفسي ................. وفي رحلتي تلك كان لقائي القدري الاستثنائي الرائع بالرومي وشمس التبريزي.............. أنا والرومي وشمس، التقت أرواحنا معا في رقصة “سما"، رقصة أرضخت محبي وكارهي شمس معا، يد تلتقط ذرات الحب المباركة من السماء، ويد للأسفل تنشر تلك الذرات على كل الخلائق......... ، شمس اسم يحمل كل معاني الإنسانية والمحبة للسكارى والبغايا والمجرمين وحثالة الحثالة.................كان الهدف الأسمى لهذا الرجل العظيم همس كلمات العشق الالهي لكل مريد محب، وحتى لخطيب فقيه كالرومي الذي تحول إلى عاشق شاعر هائم مجرد من كل الألقاب والماديات والوثنيات التي تحول بينه وبين عشقه لربه وبصيرته لتدبر باطن الباطن لكلام ربه "القران" ........
جلال الدين الرومي ، هذا الخطيب الذي كانت حتى البغايا تتوق لسماع خطاباته وهمساته الروحانية، تحول في رحلته الصوفية مع شمس من المسجد إلى الخمارة ، من مجالسة المحبين ، المريدين والحكام إلى مجالسة السكارى والجذامى والمتسولين واحتواء البغايا والفتيات في تكيته وحجرته ومكتبته...........ومن كبار الفقهاء والعلماء إلى متسول وساقي خمر...... مر الرومي مع شمس ومررنا معهم بأربعين قاعدة للعشق الروحاني المجرد من كل الماديات والملوثات والمهلوسات التي تحول بين القلب وربه... فمعرفة سرالعشق والحكمة الروحانية التي يمكن لأي بشر التوصل إليها تتوجب التجرد من كل ما يحول بين العبد وربه.....

 أذكركم اسمي عزيز وأنا أيضا كريغ ريتشاردسون قبل إسلامي ، أنا صوفي ودرويش القلب، عاشق محب لصلاة الصبح وكل ما يوقظني من أحلامي وأدرانها كنت قد أرسلت برواتي "الكفر الحلو" صوفية عن شمس والرومي إلى دار نشر أمريكية، وفي ذات يوم من الأيام تلقيت رسالة الكترونية من ايلا روبنشتاين التي كانت تعد مخطوطة عن روايتي......هل تشبه شمس أم أن شمسا يشبهك؟ هل خلقت شخصية شمس على شاكلتك كما خلق الله البشر على صورته؟  .......

 ايلا امرأة أربعينية كانت تتخبط داخليا وتعاني من فراغ روحي، قررت ايلا مراسلتي بعد ولوجها وتوغلها في سطور "الكفر الحلو"،  ذلك العالم الذي لم تكن يوما تتوقع أن تختبره وتبحر في أجوائه،  بعد تبادل عدة رسائل نشأت بيننا علاقة حب افتراضية ..................مررنا فيها معا بكل قاعدة من قواعد العشق الأربعين والتي جمعتنا فيها الروائية أليف شافاق في خطين زمنيين متكاملين متناغمين معا... ...رحلة إلى قونية في القرن الثالث عشر وأخرى إلى أمريكا في عصر الألفينية.... كلنا أنا و ايلا، شمس والرومي كأربع شخصيات محورية في رواية أيليف....و كل شخصية من الشخصيات الأخرى في الرواية كان لها دور في تحول مجرى الأحداث المرتكزة جوهريا على شخصية شمس التبريزي خصوصا..... كما أن كل قاعدة من القواعد الأربعين كانت معنية بمواقف قد تحدث للبعض وللكل في ذات الوقت أو لا تحدث إلا نادرا......

أما عن تجربتي الشخصية كقارئة ومطالعة لرواية "قواعد العشق الأربعون" التي استغرقت مني ستة أيام لإنهائها، كانت وكما قال شمس" أما إذا سقط الحجر في بحيرة، فلن تعود البحيرة ذاتها مرة أخرى".... لن يفهم "قواعد العشق الأربعون" إلا من مر بتجربة الإيمان الإلحاد والكفر ، لن يفهمها من لم يذق حلاوة العشق سواءا كان ألاهيا، دنيويا بشريا وغير ذلك ، العشق الذي يتجلى في أخر الليل حين تناجي الحبيب الذي تحس بقربه الأقرب إليك من حبل وريدك، العشق الذي تجد طعمه في ابتسامة مسكين عندما تقدم له دينار بانشراح صدر وأنت تمر في الشارع وذلك الدينار كل ما تملك في جيبك،العشق في دمعة تذرف على قصة عجوز وحيدة مع أولادها الأمراض عقليا وكيف تجاهد كبر سنها وفاقتها لإطعام أولادها وتدفئتهم بجسدها الوهن المترهل لعدم امتلاكها لغطاء دافئ يقيها برد الشتاء الجبلي القارص، العشق الذي يتجلى في دمعة حارة ترسم دربها على إحدى وجنتي وجهك البشري لجرح قط ملقى على فارعة الطريق يعاني مرارة السم وأنت تتجه في الصباح الباكر لأداء عملك، هل مازلتم تريدون معرفة سر العشق الذي تتحدث عنه أليف؟؟؟

أنصحكم بقراءة "قواعد العشق الأربعون "للرائعة أليف شافاق فهي من أروع ما قرأت حقا والتي أحس بأنها أحدثت تغييرا ما في نفسي ، تغيرا في فكرتي عن الله سبحانه وتعالى، عن الصوفية وعن الكون وتواجدي فيه .......... عندما أنهيت قراءة هذه التحفة الأدبية في صباح هذا اليوم أحسست إحساس الرومي عندما فقد شمسا في ذات صباح............"اخبره أن فقدانه يقتلني" .
............................

أود أن أتوجه بالشكر الخاص الخالص لرفيقة دربي وحبيبة قلبي، صديقتي الغالية  "فريال مراد" على صبرها ومنحها لي من وقت مطالعتها "كندالها" الخاص لمواصلة مطالعتي لهذه الرواية الرائعة....... وأود أن أقول لها أيضا، اعرف انك لست صوفية ولكن ببساطة كلمات عزيز " فقط كوني الرومي"...........   

No comments:

Powered by Blogger.